أم راشد
ثمانية أطفال في ربيع العمر، هجرهم أبوهم في وقتٍ هم فيه بأمس الحاجة إلى الرعاية بين كنفي الوالدين. هجرهم وتركهم ليواجهوا صعوبات الحياة وآلامها برفقة أمهم؛ المعيلة الوحيدة لهم. أم راشد، تحمّلت ما لا يتحمله أحد، فأشرفت على تربية فلذات كبدها وأنشأتهم تنشئة صالحة، أعالتهم وحيدةً دون عونٍ إلا من الله.
ثمانية أطفال أكبرهم آية، 15 عاماً، وأصغرهم مروان، ذو العامين، وأوسطهم عبدالله، الذي يواجه بصلابة مرض تكسر الصفائح الدموية، ولا تملك أمه ثمن علاجه. ومن منزلها، تعمل أم راشد بما تستطيع من جهد لتوفير لقمة عيشٍ كريمةٍ لأبنائها، وتعتمد أيضاً على مساعدات الخيّرين من الناس الذين ما انقطع الخير منهم. وتعيش أم راشد وأبناؤها في منزلٍ مشتركٍ مع محتاجين آخرين صعُبت عليهم الحياة؛ منزلٍ، بتصدعاته وسوء تهويته، لا يصلح بأي شكل من الأشكال للعيش الكريم.
اعتمدت تكية أم علي أسرة أم راشد في برنامج الدعم الغذائي المستدام، ليصلهم طرد غذائي شهرياً وعلى مدار العام، وأصبحت أم راشد تجد ما يسد رمق أطفالها الثمانية، ليعيشوا الطفولة التي يستحقون، دون أن يشعروا بالنقص أمام أقرانهم.