فوائد الصدقة الجارية في استدامة تنمية المجتمع

17 Oct 2022
Share
back to school colored

هناك العديد من الفوائد للصدقة الجارية، ومنها التي تُساهم في استدامة تنمية المجتمع، حيث تعاني المجتمعات من الوتيرة المتقطّعة وغير المستمرة في التبرعات وأعمال الخير، فتمثّل الصدقة الجارية حلّاً لهذا التحدي. 

كما تحتاج أعمال الخير لنماذج استدامة تضمن استمرارية التبرعات بنفس القدر وبتأثير متزايد، إضافة إلى ما تحتاجه من تخطيط، وتنظيم، وحسن إدارة على المستويين الفردي والمؤسسي. وهنا تبرز فوائد وأهمية الصدقة الجارية؛ إذ تقدّم نموذج استدامة في العمل الخيري.

ويُعدّ نموذج الصدقة الجارية من أقدم نماذج الاستدامة في العمل الخيري، والتي قد تكون على شكل وقف خيري أو أي شكل آخر يمتدّ أثره وتدوم فائدته. وبدأ مفهوم الصدقات الجارية منذ عصر النبوّة، ليساهم على مدار 14 قرناً من الزمان في تأمين العمل الخيري وتنمية المجتمعات.

ونظراً لفوائد الصدقة الجارية في استدامة تنمية المجتمع، سيتناول هذا المقال تعريف الصدقة الجارية، ومفهوم الاستدامة، وكيف تساهم الأولى في الثانية.

 

ما هي الصدقة الجارية؟

 

ذكرتْ دائرة الإفتاء في المملكة الأردنية الهاشمية في شرح الصدقة الجارية ما يلي:

"الوقف شرعاً: حبس مال يمكن الانتفاع به، مع بقاء عينه بقطع التصرف في رقبته، على مصرف مباح موجود. والصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف كما قاله الرافعي، فإنّ غيره من الصدقات ليست جارية، بل يملك المتصدق عليه أعيانها ومنافعها ناجزاً، وأما الوصية بالمنافع وإن شملها الحديث فهي نادرة، فحمل الصدقة في الحديث على الوقف أولى".

بكلمات أخرى، إنّ الصدقة الجارية نوع من الصدقات الذي يتم فيه التبرّع بأصل أو مال ينتفع الفقراء من أثره وعائده باستمرار، مع عدم استهلاك أصل المال أو الصدقة، ومن أشكال الصدقة الجارية الوقف الخيري بنيّة الصدقة. أما عن الفرق ما بين الصدقة الجارية والصدقات العادية فيكمُن في استهلاك الثانية بشكل تام، وبسرعة أكبر. 

 

ما هي الاستدامة؟

 

بما أنّ لفوائد الصدقة الجارية دورٌ هام في استدامة تنمية المجتمع، من الضروري فهم معنى الاستدامة. 

تُعدّ الاستدامة مفهوماً بيئياً في الأساس، يُعبّر عن استمرارية الحياة اعتماداً على الموارد البيئية المُحيطة، مع عدم استنفادها أو الإخلال بتوازنها. وتم استخدام مفهوم الاستدامة مؤخراً في مجالي الأعمال والتنمية، حيث تعبّر في الأعمال عن الإدارة بنهج مسؤول يضمن استمرارية الأعمال على المدى الطويل، مع تحقيق تأثيرات إيجابية على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي.

وقد حددتْ الأمم المتحدة 17 هدفاً عالمياً للتنمية المستدامة، على رأسها القضاء على الفقر والجوع في مختلف أنحاء العالم، ويتطلّب تحقيق مثل هذه الأهداف الحلول المبتكرة وتوفير مصادر مُستدامة للتمويل، والتي قد تكون الصدقة الجارية إحدى أشكالها.

 

أهمية الصدقة الجارية في الاستدامة

 

تكمُن أهمية الصدقة الجارية في استدامة تنمية المجتمع بتأثيرها المُمتدّ، حيث يمكن للصدقة الجارية – في حال تم التخطيط لها وإدارتها باحترافية – أنْ تساهم في خفض معدلات الفقر والجوع على المدى الطويل، وإنقاذ الأسر الفقيرة من المعاناة، بشكل مستمر ودائم.

كما يمكن توظيفها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتفق مع المصارف الشرعية للصدقات، مثل:

  • القضاء على الفقر.
  • مكافحة الجوع
  • توفير خدمات صحية مناسبة.
  • توفير فرص تعليم جيد.
  • توفير فرص عمل لائقة.

وكل هذه تحديات عالمية تواجه شرائح المواطنين الأقل دخلاً في مختلف دول العالم.

 

لماذا يجب تبني مفهوم الاستدامة؟ 

 

لا بد من تبنّي التنمية المستدامة لما تشكّله أهدافها التي حددتها الأمم المتحدة من أولوية لدول العالم أجمع، إضافة إلى ما تشمله من تنفيذ حلول شاملة وجذرية بنطاق واسع للقضايا التي تهدّد مستوى حياة البشر والأجيال القادمة، عوضاً عن معالجة الأعراض الظاهرة فحسب. 

ويضمن تبنّي مفهوم الاستدامة، في مجالات الأعمال أو التنمية أو غيرها، استمرارية العمل والتأثير على حد السواء، إضافة إلى القدرة على مضاعفة التأثير الإيجابي وتطوير العمل بسهولة أكبر. 

إذاً، كيف يمكنك المساهمة في استدامة تنمية المجتمع اليوم؟ 

 

تبرع الآن مع تكية أم علي

 

إنّ تكية أم علي مؤسسة تعمل على مكافحة الجوع في الأردن، ذلك من خلال ما تقدّمه من برامج الإطعام التي يعمل بعضها على تقديم وجبات الغداء الساخنة يومياً، ومنها ما يختص بتوفير الطرود الغذائية وتوزيعها للأسر المُعتمدة لدى المؤسسة، إضافة إلى ما تقدّمه من وجبات الإفطار خلال شهر رمضان من كل عام، وغيرها الكثير من برامج الإطعام كبرنامج الأضاحي. 

تبرع الآن مع تكية أم علي لتساهم في الوصول إلى أردنٍّ خالٍ من الجوع وتحقيق العيش الكريم لأفراد المجتمع كافة.